الثلاثاء، 19 يونيو 2018

الطفلة الكبيرة


الطفلة الكبيرة
لم اكن أقصد فيها الإساءة للمقصودة بكلامي هذا، لكنني أقصد ان أصفها بالطفلة وهي في سن لم تعد فيه طفلة.
لقد ضاعت منها طفولتها بلمح البصر، بل لم تعش طفولتها كما هو المفترض.
أذكر كيف كانت تغلق باب الغرفة على نفسها، وتبدأ بلعبة مع نفسها، ترقص وحدها وتسرح شعرها بمرح وسعادة، وتغني بأعلى صوتها، وكانت تعلم صفا من الطلاب غير موجودين.
وكيف كانت تجلس بجانب النافذة، تغني بصوت مسموع تلك الأغنيات التي كانت تسمعها على قناة تلفزيونية مخصصة للأطفال برغم أنها لم تعد طفلة.
كيف كانت تصيح باعلى صوتها وهي تشعر بالسعادة العارمة حينما تحضر لها أمي شيئاص يتعلق بالأطفال، مثلا لعبة، او ملابس لعبة، او حتى تلك اللواصق ، شكل نجمة، أو شخصية "سبونج بوب".
أذكر كيف كانت تبكي إذا لم يعرها أحد اهتماما، كيف كانت تتحول من التعيسة الى السعيدة حينما ترَ فتيات العائلة.
كانت تُسعد بفستان وردي اللون، أحمر اللون، قصير و "مزهزه"، الالوان الفاقعة، "المناكير الحمراء"، احمر الشفاه الفاقع.
الدمى، "الدبدوب الصغير" الذي أخذته من أمها، "بكلها" ربطة الشعر الزهرية.
كانت تجن حينما ترَ "منشف الشعر"، أو حتى "المايكرفون".
كيف كانت تشد على "المايك" لتشعر بنفسها أنها في حفلة صاخبة وهي التي تغني، ترفع صوت الأغنية الى أعلى درجة، تبدأ بالغناء لتصرع كل أهل البيت.
لكنهم كانوا يحبذون الصمت لأنها ما زالت "طفلة".
لا أنساها، لن انسى، لأنها الآن كبرت، كبرت بعد الآوان، رغم أن الآوان لم يفت بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق